الشخصية التي كتبتها تطلب النجدة من النص





الكثير من الصور المتهدّلة والمثبّتة على الحائط القديم, حائط كبير ومنعزل يحمل الكثير من الصور. تمشي على مهل. تتحسس بأطراف أصابعها التي أكلها القلق الإطارات الخشبية, وتذكر.. تذكر كل شيء دفعةً واحدة وبزخم كبير. تشعر بنفسها تغرق, إذ أنها لا تعرف بعد كيف تسبح في نفسها.

و هكذا كانت الشخصية التي كتبتها تطلب النجدة مني في هذا النص. أشعر بالشفقة عليها. أعيد رسم المشهد.

الكثير من الصور المتهدّلة والمثبّتة على الحائط القديم, حائط كبير و ومنعزل يحمل الكثير من الصور. تمشي على مهل. تتحس بأطراف أصابعها التي أكلها القلق الإطارات الخشبية. الإطار الاول, صورة الاب الهارب الذي لم يرغب بها لأنها.. ربما لأنها لم تكن جميلة كفايةً. الإطار الثاني, صورة الام التي تجدّل شعرها, الصورة الحنونة التي تسحب حصيرة الوحدة التي تجلس فوقها. الإطار الثالث, صورة الرجل الذي شعرت بالعطف اتجاه الندبة على ساعده.. صورة الرجل الذي حفظت تجاعيد عينيه عندما يضحك.
شخصيتي كاذبة إذ أن الرجل الذي أحبّته في الصورة لم يكن يضحك لها, شخصيتي مريضة إذ أنّها صلعاء ولا توجد أي جديلة تدفئها. شخصيتي صادقة... إذ أن الأب كان يهرب ويهرب دومًا إلى حياة أخرى لم تعرفها أبدًا.
وهكذا كانت الشخصية تطلب مني الخلاص, تطلب مني قصة سعيدة. لكنني أعلم انها تعلم أن الحياة مصمّمة على تدميرنا وسحقنا, أعلم أنها تعلم أن صورة الآباء الخارقين مجرد وهم, وان الجديلة الناعمة الكثيفة واللامعة لم تراها إلا على رؤوس الأخريات, وأعلم أنها تعلم أن أحدًا لم يشعر بالعطف تجاهها. 
وهكذا شعرت الشخصية أنها مهانة ومذلّة لدرجة أنها نست أن رأسها يقبع بالأعلى. أصبحت مكسورة وميتة بالكامل لدرجة أنها نست أنها حية. إنها عاطفية وغبية وخاطئة للغاية لدرجة أن عقلها في وحل أيامها القذرة تحوّل إلى مجازٍ تقرأه في القصائد الهابطة ولا تعرف عنه شيئًا في الحياة الواقعية.
قالت لي: دعيها, دعي حياتي تفلت مني. لم يعد هناك ما أبقى من أجله في هذه الغرفة الضيقة التي تسمّيها الحياة.
لكنّ الشخصية نسيت أن تنظر إلى الأطار الأخير, صورتها داخل الإطار وهي تضحك بثلاث تجاعيد حول العين اليمين و أربعة تجاعيد حول العين اليسار, الأنف المنبسط مع الشفاه. وقطعة كعك الميلاد بالشمعة الصغيرة. ضحكة صادقة. بأمنية صغيرة لم تتحقق بعد مثل كونها "تمنّت في لحظة.. يأس أن يتوقف قلبها كأنها إشارة صامتة أخيرة تنمّ عن حبٍ وازدراء لعالم خيّب أملها على نحوٍ عميق لم تستطِع تحمّله..." 


تعليقات

المشاركات الشائعة