ترجمة قصيدة: أبي\ سيلفيا بلاث

Sylvia Plath and her husband Ted Hughes 


نظرة عامة/

قصيدة سيلفيا بلاث "أبي" تُعد واحدة من أشهر قصائدها وأكثرها غضبًا. هي قصيدة تعبر في القراءة الأولى عن غضبها من أبيها، لكنها في الحقيقة تعبير عن الغضب الناجم من الهيمنة الذكورية ومن الإطارات الموضوعة من قِبَل المجتمع للنساء. الناقد ادم كيرش اقترح للقرّاء بعدم تحليل القصيدة بشكل صارم بأنها قصيدة اعترافConfessional Poem بعلاقتها بأبيها. سيلفيا تصنّف من الكتّاب الذين يتبعون مسار الـ Confessional writing وهو مسار كتابي يُعنى بالكتابة عن التجارب الشخصية مثل الفقد والأمراض النفسية إلخ، وهو مسار أنشهر منذ العشرينات في أمريكا. والتحليل الأرجح بناء على دراسة رسائلها ومذكراتها والأحداث في أواخر أيامها مع علاقتها بزوجها تيد هيوز، فإن القصيدة هي رسالة انفصال لزوجها الذي كثيرًا ما كانت تشير إليه بانه -أباها- في العديد من الرسائل. خاصة أنها اكتشفت أمر خيانته الأخيرة عبر التلفون وقطعت الأسلاك لكيلا يتواصل مع عشيقته وهذا مضمن في القصيدة. أيضًا ذكرها لسنوات زواجها منه وهي 7 سنوات. لكن التحليلات كثيرة ومن الممكن أنها ضربت بها عدة عصافير بحجر واحد. 
القصيدة كُتبت في 12 أكتوبر 1962، قبل أربعة أشهر من انتحارها وبعد شهر واحد من انفصالها عن زوجها الشاعر الكبير تيد هيوز. ويُذكر فيها بلغتها الأصلية استعمالها مفردة Daddy بدلًا عن Father. أيضًا -العطاس- “Achoo” بدلًا منSneeze وهذا للقارئ كي يتنبّه أن القصيدة مكتوبة بأسلوب طفولي ويحتمل تحليلين: 
1-السخرية من علاقتها. 
2-أن المتحدثة تشعر أنها لا تزال عالقة في الطفولة.


قصيدة (أبي)، سيلفيا بلاث\ ترجمة: نجود 

أنت لا تعرف، أنت لا تعرف
أكثر من ذلك، الحذاء الأسود
الذي عشتُ داخله مثل قدم
لثلاثين عامًا، مصحوبة بالشحوب،
تجرَّأتُ فيه بالكاد على التنفس أو العطاس.

أبي، كان لزامًا عليَّ أن أقتلك.
لكنك متّ قبل أن يتسنى لي الوقت بفعل ذلك
رخامٌ- ثقيل، حقيبة مملوءة بالآلهة،
تمثالك مروّع مع أصبع قدمك الرمادي
الذي يبدو كبيرًا وكأنه ختم فريسكو

ورأس في محيط الأطلسيّ الغريب
حيث تصبُّ وتلتقي جميع البحار
في مياه مدينة نوسيت الأخَّاذة
اعتدت أن أصلي كي تعود
أنا، أنت

باللسان الألمانيّ، في مدينةٍ بولندية
بشقّ الأنفس شققتُ طريقي ومهّدته بإسطوانة
الحروب، الحروب، الحروب.
لكن اسم المدينة شائع جدًا
صديقتي البولنديّة

تقول هناك دزينةٌ أو اثنين باسم هذه البلدة
لذلك لم أستطِع معرفة
أين وضعت قدمك، أصولك.
لم أستطِع أبدًا الحديث إليك
لأن لساني عالقٌ في حنجرتي

عالقٌ في شركٍ من الأسلاك الشائكة
أنا، أنا، أنا، أنا
بالكاد استطعتُ الحديث
لقد ظننتُ أن أي ألمانيٍّ هو أنت.
وأن لغتهم قذرة

 قاطرة، قاطرة
توهمني بالخلاص كيهوديّ
يهودي مشحون إلى داخاو، أوشفيتز، بيلسن
لقد بدأتُ حتى بالحديث كيهوديّ
أعتقد أنني ربما سأصبح يهودية!

ثلوجُ تيرول، والبيرة النظيفة في فيينا
ليسوا صافيين أو حقيقيين
ومع أصولي الغجرية وحظّي العجيب
وأوراق لعب التاروت، أوراق لعبتي للتاروت
 من الممكن هكذا أن أكون جزءً من يهوديّ

لقد كنتُ دومًا خائفة منك،
بأسلحتك الجوية اللوفتفافه، وهرائك الفارغ
من شاربك الأنيق
وعيناك الآريَّة، زرقاء ووضَّاحة
رجل-الدبّابة، رجل-الدبّابة، نعم أنت

لستَ إلهًا، لستَ إلا صليبٌ معقوف
مميتٌ جدًا لحدّ أن السماء لا تستطيع المرور
كل امرأة تعشق فاشيّ
الحذاء على الوجه، القسوة
القلب القاسي الذي يمتلكه شخص جِلْف مثلك

ها أنت تقف على اللوح الأسود، أبي
في صورتك التي أحتفظ بها
بِفلقةٍ في ذقنك بدلًا عن قدمك
ومع ذلك لم يقلّل هذا من شرورك، كلا
لست أقلّ شرًا من الرجل المخيف

الذي كسر قلبي الأحمر اللطيف إلى نصفين.
كنت في العاشرة عندما دفنوك.
وفي العشرين حاولت الإنتحار
لكي أعود، أعود، أعود إليك
لقد ظننت أن عظامي أيضًا سترغب بذلك

لكنهم سحبوني خارج قبري
وألصقوا أجزائي بالغراء
وبعدها علمت ما الذي يجب فعله
فصنعتُ تمثالًا منك
رجلٌ يرتدي الأسود بمظهر مكافح

حبٌّ عذّبني وجعلني أتلفّظ بالحماقات
وقلت: أنا أقبل بك، أقبل بك
والآن يا أبي، أخيرًا استطعت تخطّي هذه العقبة
التليفون الأسود انقطع من جذوره
الأصوات لم يعد بإمكانها التملّص نحوي

إذا قتلتُ رجلًا واحدًا، فسأكون قد قتلت اثنين
مصّاص الدماء الذي تظاهر وقال إنه أنت
وامتصّ دمي لمدة سنة،
سبع سنين، إذا أردت المعرفة على وجه التحديد
أبي، يمكنك أن ترقد الآن

يوجد وتدٌ مغروس في قلبك الغليظ الأسود
وجميع أهالي القرية لم يحبّوك
إنهم يرقصون ويطؤون بأقدامهم عليك
لقد علموا دائمًا أنك أنت السبب
أبي، أبي، أيها الحقير، لقد تخطّيتك

تعليقات

  1. اتوقع من وجهة نظري البسيطة والعادية جداَ هي أن القصيدة مكتوبة لوالدها و زوجها
    خيانة زوجها ذكرتها بمشكلتها مع والدها وبرزت المشكلة من أعماقهاا وتلخصت في القصيدة ...
    سيلفيا لم تعالج مشكلتها بل دفنتها وبحثت عن الوالد في زوجها أكثر من الحبيب و الزوج.

    أشكرك نجود على التدوينة و الترجمة الرائعة ... كل الحب.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة