المزبلة الشعرية الأولى ..



أعقاب السجائر الملقاة على الأرض
الرائحة الخانقة للنيكوتين
والصوت القاسي المعتاد والمتكرر كغروب الشمس الذي يصرخ آمرًا:
أعدّي القهوة!
اسمع صوت القلب وهو يتهشّم على الأرض
اسمع صوت الصبية يضحكون بالخارج وهم يدحرجون الكرة
اسمع ضوضاء الغلاية وهي ترجو مني النجدة, النجدة
واسمع صوت بكاء مكتوم ومتكلّسٍ في منتصف جذعي
أعرف أن صوت القلب المتهشّم وصخبه وألمه يأتي مباشرة من صدري
أعرف أن صوت الصبية الضاحكين والكرة المتدحرجة يأتي من خارج النافذة التي لم أتعدّى حدودها يومًا
وأعرف وأحفظ عن ظهر غيب صوت الغلاية الصدئة المحشورة بين الصحون وأكياس الخبز البائتة
أنظر إلى المرآة التي تقف كحدٍ فاصل بين هذا كله وأنا أحاول التعرف على صوت مايشبه البكاء
المرآة لا تتصدّق على الفتاة القبيحة
التي تقف أمامها وهي تحاول معرفة من أين ينبت ما يشبه بكاؤها
فتعود الفتاة القبيحة إلى أصواتها الأخرى
تلبس المئزر وكما لو أنها على وشك أن تطهو حياتها كلها معًا مرة واحدة وإلى الأبد
تنظر بعينيها إلى الأم الجريحة الملقاة على المقعد وهي تردد:
أسرعي في صنع القهوة له..
أسرعي في صنع القهوة..

تعليقات

المشاركات الشائعة