جَزَع ماقبل إختبار مادة الجَبر.



في السادس والعشرون من شباط لعام 1992

عادت كاثرين من مدرستها و دخلت مسرعة إلى غرفتها بالطابق العلوي وفتحت دفتر مذكراتها الرديء الذي اشترته من إحدى المحلات الرخيصة على جانب الطريق. نظرت إلى المرآة بوجنتها المحمرّة التي بدت كونًا لوهلة و تحمل الكثير الكثير من النمش الذي لطالما كرهته في نفسها جدًا. فتحت مذكراتها وكتبت على عجل وبخط غير واضح أو مفهوم :

لا  أعلم كيف يمكن لشخص مثلي يكره تقاسيم وجهه أن يطيل بالنظر إلى نفسه بالمرآة؟ لا أعلم كيف يمكن لشخص مثلي يكره الثانوية أن يدرس فيها؟
 إن هذا المكان يبدو كمعتقل لكن أقلّ سوءًا بالطبع، الجميع هنا يمشي متجاهلًا الآخر غارقًا في نفسه أو متنمرًا بتطفّل على الآخر لا يمكنك أبدًا إيجاد منطقة وسطى بينهم. الجميع أيضًا هنا يبدو كبيرًا وكل الفتيات في سنّي يبدين رائعات و رشيقات. الجميع يكسو جسده سُمرة رائعة من الإستلقاء على الشواطئ..يلبسون أبهى الحلل في التسعينات, رغم أن التسعينات ليست فترة مجيدة في الموضة مثل موضة الستينات الخلّابة كما تقول أمي وأنا بالطبع أصدق أي هراء تقوله أمي حتى إن كانت تحت تأثير الكحول.
و الصبيان أوه يا إلهي! متأهبين دومًا لالتقاط هؤلاء الفتيات الرائعات اللاتي لم أستطِع أن أصبح واحدة منهن حتى الآن وربما بالمستقبل أيضًا!
الجميع هنا يحكي بتفاخر عن مغامراته الليلية الصغيرة.
وأنا .. لا استطيع التخفف من كل هذا
أمشي وسط كل هذه الضوضاء كالبلهاء, لا أنا التي أبدو كالفتيات الكبار بسمرتهم الرائعة وأثدائهم التي تبرز بثقة تحت قمصانهم الشفافة ولا انا التي تبدو كالفتيات الصغار بشراريبهم المزركشة , كلّا. إنني عالقة فالمنتصف كحشرة صغيرة وأتمنى لو يقوم أحدٌ ما هنا بدهسي حتى يخلصني من دوّامة القرف التي أشاهدها كلّ يوم رغمًا عنّي.. إنني أنظر إلى قذارة هذا الوضع وأعترف أنني محاطة بحدودي الفاصلة السخيفة. حدودٌ فاصلة بين الطفولة و الصبا والشباب و الكهولة, لا أستطيع العودة إلى الوراء كما أنني لا استطيع ملائمة الوقت الحاضر إضافةً إلى أنني لا أستطيع المرور إلى الأمام, فأقف حائرةً دومًا بين حدودي هذه كلها حتى أشعر بها تطبق على صدري .
دقيقة واحدة, أظن أنني أعلم ماذا يعتريني الآن إنها هلوسة ضغط العمل, لا لا بل جزع..أجل.
جزع ماقبل إختبار مادة الجبر في المرحلة الثانوية.

لحظة..إن هاتفي يرنّ, لقد قطع إتصالٌ ما حبل أفكاري عن التسعينات!!!

تمّت ترجمة النص الأصلي الذي كُتب بواسطة شخص مجهول.

تعليقات

المشاركات الشائعة